كان لديّ مريضٌ كفيف. كان رجلاً رائعاً. كنتُ طبيبه، أساعده على تعلم كيفية العيش بطريقةٍ تُساعده على التغلّب على داء السكري والسمنة. كنتُ أُقدّم له نصائحَ لصحته، لكنّه كان مصدر إلهامٍ لي. كما ترى، كان كفيفاً. قبل لقد اعتنيت به، لكنه لم يكن أعمى متى لقد اعتنيت به، وأردت أن أعرف السبب.
نشأ في بيت مسيحي. تعلم قصص الكتاب المقدس. وقع في حب يسوع. قرر الالتحاق بكلية الكتاب المقدس، وقضى جزءًا من حياته قسًا بدوام جزئي. تزوج وأنجب أطفالًا، وأصبحت حياته مزدحمة. لم يتعلم قط كيف يعتني بجسده، فكان يأكل ويعيش حياة طبيعية كما كان يأكل ويعيش والداه. في النهاية، زاد وزنه وأصيب بمرض السكري.
مع إصابته بالسكري، بدأ بصره يتدهور أكثر فأكثر. في البداية، كان من الصعب عليه رؤية الكلمات الصغيرة على الملصقات. ثم واجه صعوبة في قراءة كلمات الكتاب المقدس، واضطر لاستخدام عدسة مكبرة. لاحقًا، لم يعد يرى سوى الخطوط العريضة للأشياء من حوله. وفي النهاية، فقد القدرة على رؤية أي ضوء على الإطلاق. أصبح أعمى - أعمى تمامًا.
ماذا سيفعل الآن وقد فقد بصره؟ ما مصير حياته؟ كان يعتمد على زوجته، وأطفاله كبروا وتركوا المنزل. ولأنه لم يكن لديه رؤية واضحة للحياة، كان يقضي ساعات يوميًا أمام التلفاز، يستمع وينصت.
لكن في يومٍ ما، حدث أمرٌ ما. في أحد الأيام، خطرت له فكرة. تذكر كم كان ينعم بالسلام مع الرب سابقًا. رأى كم كان مستاءً الآن. وأدرك أن السلام الذي اختبره سابقًا كان مرتبطًا بقراءة الكتاب المقدس والإيمان بوعوده. كانت فكرته: "أريد أن أتمكن من قراءة كتابي المقدس مجددًا".
لكن كيف يقرأ رجل أعمى كتابه المقدس وهو لا يرى؟ أطفأ التلفاز، وطلب كتابه المقدس، وفتح صفحاته، ورفعه أمامه، ناظرًا إليه. سأل الله أن يمنحه بصره ليقرأه مجددًا. ورغب في القراءة. كان يُخرج كتابه المقدس كل يوم، ويضعه أمامه، ويسأل الله أن يمنحه القدرة على الرؤية ليقرأه، ورغب في الرؤية.
بعد أسبوعين، لاحظ أنه يستطيع رؤية ضوء خفيف. وبعد بضعة أسابيع أخرى، أصبح قادرًا على رؤية حدود الأشياء من حوله. وبعد بضعة أسابيع أخرى، أصبح قادرًا على رؤية صفحات كتابه المقدس. وبعد بضعة أسابيع أخرى، أصبح قادرًا على قراءة كلمات في كتابه المقدس باستخدام عدسة مكبرة كبيرة. وفي النهاية، أصبح قادرًا على القراءة دون أي مساعدة. لقد استعاد بصره تمامًا!
وها هو ذا، مريضي، يتعلم كيف يعتني بجسده من أجل صحته. وها أنا، طبيبه، أتعلم دروسًا في الإيمان الأبدي. اكتشفتُ أن لديه ما يقدمه لي أكثر بكثير مما كنتُ أقدمه له.
لم أفكر في هذا الرجل منذ سنوات، لكنه خطر ببالي هذا الصباح وأنا أسير وأتحدث مع الرب. بدأت أفكر في كيفية تطبيق قصته على حياتنا. أين نحن عميان؟ ما الذي لا نبصره؟ هل كنا نجلس فحسب، نستمع إلى وابل العدو المتواصل وأفكارنا السلبية؟ هل استقر فينا الاعتقاد بأن حياتنا كما هي الآن ستكون دائمًا؟ ماذا يمكن أن يكون ممكنًا لو أننا طلبنا من الله البصيرة وأردنا أن نبصر؟
قوة الخلق تكمن في كلمة الله. "قال الله... فكان كذلك" (تكوين ١: ٦-٧). وقوة التجدد تكمن أيضًا في كلمة الله. "قل كلمة واحدة فقط، فيشفى خادمي" (متى ٨: ٨). لكن هذه القوة لا تتاح لنا ما دمنا لا نقرأها، ولا نرغب فيها، ولا نؤمن بها. إذا جلسنا أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو الأجهزة، نستهلك قمامة العالم ومشاكله وتفاهاته، فمن المؤكد أننا سنظل عاجزين.
المشكلة ليست فيما نشاهده، بل في طبيعة قلوبنا الخاطئة. ما نشاهده ليس سوى مظهر خارجي لمشكلتنا الداخلية. لكن ما نحتاجه لحل مشكلتنا الداخلية هو القوة الخلاقة والمتجددة لكلمة الله. نحتاج إلى الوعود التي قطعها الله لنا لنتمكن من تبني حياة المسيح وعيشها. نحتاج إلى القوة الخلاقة والمتجددة لكلمة الله لتفتح أعيننا الروحية، فنرى الحقيقة. وعندما تنفتح أعيننا الروحية، سيتغير كل شيء. سنجد الفرح والمعنى والهدف في الحياة. وسنتشجع ونقوى على مساعدة الآخرين على الرؤية أيضًا.
هل ستلتزم بفتح كتابك المقدس يوميًا؟ هل ستلتزم بسؤال الله يوميًا أن يساعدك على فهم معنى الآيات التي تقرأها؟ هل ستلتزم بالمثابرة يومًا بعد يوم، حتى لو لم تكن تفهمها بعد؟ هل ستلتزم بالثقة بالله أنه سيمنحك البصيرة تدريجيًا كما فعل مع مريضي قبل سنوات؟ هل ستلتزم بالمثابرة حتى تبصر؟ أعتقد أن المعجزة نفسها التي حدثت لبصر مريضي الجسدي متاحة لك أيضًا لبصرك الروحي. يكون إرادة الله التي تراها، وقدرته تساند إرادته دائمًا.
إذا كنت ترغب في الحصول على مورد لمساعدتك في هذه الرحلة المتمثلة في إطلاق العنان لقوة كلمة الله وتجربة عملها التحويلي في حياتك، فإنني أوصيك بما يلي: وعود الكتاب المقدس للحرية: مورد للتغلب على الأفكار السلبيةكُتب هذا الكتاب لمساعدتك على فهم القوة التي تمنحك إياها كلمة الله، وكيف يمكنك الاستفادة منها في حياتك. باكتشافك للحرية، يمكنك أن تكون قناةً لنعمة الله المُغيّرة في حياة الآخرين. وستجد غايتك وفرحك في الأخذ من كلمة الله والعطاء للآخرين. لطلب الكتاب لك ولعائلتك، يمكنك زيارة الرابط التالي: https://npmin.org/shop/وإذا كنت ترغب في الحصول على نسخة Kindle من الكتاب، يمكنك العثور عليها هنا: https://www.amazon.com/Bible-Promises-Freedom-Resource-Overcoming-ebook/dp/B0DGZRJCDF/يباركك الرب كثيرًا لأنك تتعاون مع قوة كلمة الله لتمنحك البصر.